بدأنا تصدير العنب إلى جنوب أفريقيا من مصر في عام 1997 بصنف يسمى كينج روبي، لأنه كان صنفًا متأخرًا، وكان ذلك بعد بعد أن ينتهى محصول العنب فى جنوب أفريقيا ويصبح أيضا غير متوفر فى أى دولة أفريقية أخرى ثم قمنا فيما بعد في شحن العنب صنف كريمزون وهو صنف كان جديدًا تقريبًا في مصر، وكنا نرسل العنب إلى أحد المستوردين (نعتبره شريكًا وما زلنا نعمل معه)، وكان يبيع يقوم بتوريده محلات السوبر ماركت مثل Woolworth وPick n Pay، وكذلك إلى مصانع الفروت سلاط للسوق المحلى ولأوروبا . استمرينا في إرسال العنب لسنوات منفردين فى سوق جنوب أفريقيا إلى أن تم التعريف بالعنب المصرى فى السوق هناك وإحتل مكانه فى الأسواق – بدأت بعد ذلك العديد من الشركات فى جنوب أفريقيا فى الطلب من مصر - وهكذا إستمر الحال إلى اليوم ، وأصبح السوق مفتوحًا على هذا النحو منذ عام 1997. وبفضل الجهود الكبيرة التي بذلها مسئولى الشركه الوطنيه مصر للطيران في ذلك الوقت،وعلى مدار سنين الذين ساعدوا كثيرًا في إيجاد مساحات على رحلات القاهرة إلى جوهانسبرج، وتوفير السعر المناسب للمساعده فى بيع العنب المصرى بسعر مقبول ليستطيع المنافسه مع الدول الأخرى – وزاد الطلب جنوب أفريقياعلى العنب وكذلك منتجات أخرى ومنها الفراوله الطازجه - أتذكر رئيس القسم التجاري المرحوم أحمد قاسم، ومكتب الحجز السيد كمال جابر، والترحيل: السيد رضا غالي، ومكتب الحجز المركزي الذي دعم مكتب حجز البضائع لاستيعاب صادرات العنب المصري إلى جنوب أفريقيا. ويجب أن نذكر أيضًا السيدة/ إسعاد مندور لما لها من مجهود فى تغيير طراز الطائرات، علاوة على ذلك، نذكر بامتنان جهود رئيس مصر للطيران الراحل اللواء فهيم ريان. أذكر أيضا أن جميع الحجوزات والمتابعة كانت تتم عن طريق وكيل الشحن الجوي فينوس الحاجه المحترمة سامية. ثم قمنا بالشحن بحرًا إلى ديربان، من شرق بورسعيد، على الخط الملاحى سافمارين الشهيرآنذاك، وكان مركزه جنوب أفريقيا – وكذلك شركة شركة ميرسك العملاقة والتى إستحوزت على سافمارين فيما بعد وشركة مارسك هى الشركه الوحيده حتى الأن القادره على تسليم أى بضائع إلى أى ميناء فى قارة أفريقيا – وكان الشحن من مصر إلى ديربان عن طريق ألجيسيراس في إسبانيا، وأحينا عن طريق صلاله فى عمان فيما بعد وكانت تستغرق الرحله في ذلك الوقت حوالي 32 يومًا. إرسلنا العنب والبرتقال إلى ميناء مومباسا في كينيا. وهى كانت ولا تزال سوقاً جيدة لمنتجات مصريه عديده – لاحقا تلقينا طلبات من دول حبيسه ( لاموانئ بحريه لها ) مثل أوغندا ورواندا والكونغو كينشاسا . وكنا نعتمد على ميناء مومباسا، الذي نعتبره البوابة الشرقية لأفريقيا، لإرسال العنب والبرتقال برا إلى أوغندا ورواندا والكونغو وجوبا. وأيضا الى الصومال، واستخدمنا جيبوتي مؤخرًا في إرسال العنب برا من هناك إلى إثيوبيا. أرسلنا العنب والبرتقال إلى معظم دول غرب أفريقيا تقريبًا، بما في ذلك الجابون وأنغولا. والى بوركينا فاسو عن طريق أبيدجان والى الكاميرون ومن هناك برا إلى كل من تشاد والنيجر، من خلال ميناء دوالا. - ثم إلى السنغال وتوغو وغانا وبنين وساحل العاج على الساحل الغربي لأفريقيا، وكان إرسال الشحنات إلى البلدان الحبيسه مهمة صعبة من حيث تكلفة النقل الإضافية وطول المده على الطرق البريه من دوله إلى أخرى. أذكر أنه في وقت سابق، كان وقت الإبحار إلى مومباسا، من شرق بورسعيد يقدر بـ 27/28 يومًا. ما لاحظته هو أنه بعد إنشاء قناة السويس الجديدة، وتقليل وقت انتظار السفن في قناة السويس بما يقرب من 8 ساعات، ساعد ذلك السفن المغادرة من مصر على الوصول إلى صلالة في وقتا مبكرا عن ذى قبل، وهذا ساعد في اللحاق بالسفن المغادره من صلاله إلى مومباسا بدلا من الإنتظار هناك لمدة أسبوع كامل أو يزيد وبذلك انخفض زمن الرحله من مصر إلى مومباسا إلى 15/18 يومًا فقط. وهذه إحدى مميزات قناة السويس الجديدة، والتي ربما لم يلاحظها الكثيرون، وكان ذلك في مصلحة صادراتنا إلى شرق أفريقيا. ومن الجدير بالذكر أن مصر هي التي اقترحت وبدأت الخطوات الأولى في طريق الإسكندرية – كيب تاون؛ وهذا من شأنه تسهيل التبادل التجارى بين الدول الأفريقية.